التداول في رمضان.. كيف تدير محفظتك بكفاءة خلال الشهر الكريم؟
يعد شهر رمضان من أشهر الشعائر الدينية في العالم لأكثر من 1.5 مليار مسلم. ووفقا للنتائج، من بين 16 دولة، حققت 13 سوقا مالية إسلامية عوائد إيجابية خلال شهر رمضان، وهو ما يمكن أن يعزى إلى المزاج أو المشاعر الإيجابية العامة للمستثمرين.
وتبلغ عوائد الأسهم خلال شهر رمضان أعلى بنحو تسعة أضعاف وأقل تقلبا عما كانت عليه خلال بقية العام. وفي هذا المقال نقدم للمستثمرين كيف يمكنهم إدارة محافظهم الاستثمارية خلال شهر رمضان.
أداء سوق الأوراق المالية خلال شهر رمضان
يتأثر أداء سوق الأوراق المالية خلال شهر رمضان، مثل أي فترة زمنية أخرى، بمجموعة متنوعة من العوامل مثل الظروف الاقتصادية، والاستقرار السياسي، والأحداث العالمية. ولذلك، من الصعب الإدلاء ببيان عام حول أداء سوق الأسهم عادة خلال شهر رمضان.
ومع ذلك، قد تشهد سوق الأوراق المالية في البلدان الإسلامية تغيرات في حجم التداول وساعات العمل خلال شهر رمضان بسبب الصيام والأنشطة الدينية الأخرى. في بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة، قد يتم تقصير ساعات التداول في البورصة، وقد ينخفض حجم التداول خلال شهر رمضان.
بالإضافة إلى ذلك، خلال شهر رمضان، قد يختار بعض المستثمرين تجنب التداول أو تقليل نشاطهم بسبب الشعائر الدينية أو عدم اليقين في السوق. وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض أحجام التداول وانخفاض نشاط السوق خلال شهر رمضان. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه التأثيرات قد تختلف اعتمادًا على البلد أو المنطقة المحددة وعوامل خارجية أخرى. كما هو الحال مع أي قرار استثماري
هل يؤثر رمضان على نشاط التداول؟
يزعم البعض بأن نشاط التداول يقل خلال شهر رمضان، لكن في الواقع فإن تلك المقولة تدحضها شاشات التداول في شهر رمضان، حيث تحقق البورصات معدلات قياسية من ارتفاع حجم التداول. ومن المتوقع أن يزداد نشاط التداول خلال رمضان هذا العام بسبب عدة عوامل:
- موسم توزيعات أرباح الشركات: حيث تعلن الشركات عن نتائج الربع الرابع في مثل هذا التوقيت وهو ما سيجعل قرار الاستثمار لدى المستثمرين أكثر وضوحا من حيث اختيار الأسهم.
- خفض الفائدة: وذلك بعد أن وصلت لأعلى مستوياتها في 22 عامًا وهو ما سيكون له أثر إيجابي على أسواق الأسهم.
- إعادة الثقة في سوق الأسهم: حيث أصبحت الآن ملاذًا للمستثمرين وذلك بسبب الهبوط التي تشهده أسعار العقارات لذا من المحتمل أن نرى ارتفاعات كبيرة في أسواق الأسهم ببورصات دبي والسعودية والبحرين ومسقط.
ويجب أن نلفت الأنظار إلى أن نشاط التداول قد ينخفض في أول أيام من شهر رمضان وخاصة بأسواق الخليج حيث يتجه الكثير من المستثمرين إلى أخذ إجازات لحين ضبط روتينهم اليومي، لكن سرعان ما يرتفع معدل التداول بل يتضاعف أيضا وخاصة نهاية الشهر.
كيف تدير محفظتك الاستثمارية في رمضان؟
- قبل البدء في اتخاذ قرار الاستثمار، يجب تحديد الأسهم التي من المتوقع أن تشهد أداءً قويا في خلال رمضان.
- إن تنويع استثماراتك من أهم النصائح لتحقيق أرباح جيدة لذا يجب توزيع المحفظة الاستثمارية على القطاعات التي تشهد إقبالا في ذلك التوقيت، مثل ما قطاع المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية إضافة لقطاع السياحة والسفر والسياحة خلال رمضان.
- لا تنجرف نحو نظرية القطيع فقد يؤثر الصيام على الحالة المزاجية لبعض المستثمرين، لذا حاول الحفاظ على الانضباط والتحلي بالصبر.
كيف توازن بين استثماراتك وممارسة الشعائر الدينية؟
- استغل الوقت الذي تكون مستويات طاقتك فيه مرتفعة
إن الامتناع عن الطعام والسوائل، والسهر/الاستيقاظ مبكراً للصلاة ليس بالضرورة أمراً سهلاً. ستكون هناك أوقات تكون فيها أدمغتنا وأجسادنا نشطة ومنتبهة، وستكون هناك أوقات أخرى تكون فيها مستويات الطاقة لدينا منخفضة، ولا يمكننا القيام إلا بالحد الأدنى. كل هذا يجعلنا من الضروري أن نستغل الوقت الذي نكون فيه منتبهين للقيام بالتداول.
- طلب المساعدة في التداول
يمكنك الاستعانة باستشاريين التداول الآليين وروبورتات العملات الرقمية فيما يعرف بالتداول بالذكاء الاصطناعي، حيث تساعد هذه التقنية المتداولين على اتخاذ قرارات مستنيرة والتقليل من مخاطر الخطأ البشري وزيادة دقة التداولات وتعظيم الأرباح. لذا يمكنك الاستعانة بمثل هذه التقنية خلال أوقات صيامك وأداءك للشعائر الدينية.
- اتبع استراتيجية التداول المتأرجح:
إذا كنت من المتداولين اليوميين، فيمكنك استخدام استراتيجية التداول المتأرجح من خلال الاحتفاظ بالأصل لفترة متوسطة الأجل أي خلال شهر رمضان، حيث أن التداول اليومي قصير الأجل يحتاج لوقت ومجهود كبير وأن تظل طوال اليوم على إطلاع دائم بأهم المستجدات.
- استخدام أدوات التداول
يمكنك استخدام أدوات التداول للبقاء على اطلاع دائم بأهم الأحداث التي يمكن أن تؤثر على تداولاتك مثل التقويم الاقتصادي وغيره. كما يمكن استخدام أوامر وقف الخسارة. وأيضا هناك حاسبة النقطة المحورية التي تقوم بحساب مستويات الدعم والمقاومة باستخدام أعلى وأدنى مستوى وسعر الإغلاق في الجلسة الماضية، مما يساعدك على تقييم الحالة المزاجية للسوق أو الاتجاه العام وتوفير الكثير من الوقت الذي يمكن أن تستغله في الصلاة.