تحركات زوج اليورو دولار خلال الفترة المقبلة
يشهد زوج اليورو دولار موجة هابطة منذ مطلع عام 2021، فبعد أن استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على وباء كورونا وتحجيم أعداد الإصابات الجديدة ورفع قيود الإغلاق عن النشاط الاقتصادي، عاد الدولار الأمريكي للصعود بقوة أمام العملات الرئيسية المكونة لمؤشر DXY ومنها اليورو. وقد كان لتوجه السياسة النقدية الأمريكية إلى التشديد وتقليص المعروض النقدي دورًا كبيرًا في الدعم الذي لقيه الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية والذي مازال مستمرًا حتى وقت كتابة هذه السطور.
العوامل الداعمة لزوج اليورو دولار
- عوامل تدعم اليورو
- ارتفعت عائدات سندات الخزانة الألمانية إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2015، حيث سجلت لأجل 10 سنوات مستوى 0.925% وهو ما يحفز الطلب على اليورو لحيازة السندات.
- ارتفاع مؤشر مديري المشتريات الخدمي لمنطقة اليورو بأعلى من التوقعات حيث استقرت قراءة المؤشر عن شهر مارس عند مستويات 55.6 نقطة مقابل توقعات بأن يسجل 54.8 نقطة فقط.
- ارتفع مؤشر أسعار المستهلك لمنطقة اليورو بأقل قليلًا من التوقعات، إذ كان من المتوقع أن تسجل أسعار المستهلك نمو خلال شهر مارس بنحو 7.5% في حين جائت القراءة بارتفاع المؤشر بنسبة 7.4% فقط.
- عوامل ضعف الدولار الأمريكي
- تزايدت مخاوف البنوك المركزية حول العالم من الاعتماد على الدولار الأمريكي عنصر له النسبة الأكبر في الاحتياطيات النقدية الأجنبية. فبعد جائحة كورونا وما تبعها من اتباع الولايات المتحدة لسياسات نقدية ومالية توسعية ضخمة أدت إلى ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات 8.5% التاريخية. وقد انعكس ذلك في توقعات بنك جولدمان ساكس بأن يصل طلب البنوك المركزية على الذهب إلى 750 طن خلال 2022 مقابل 450 طن في 2021.
-
ظهرت نوايا من جانب بعض الدول المصدرة للطاقة لتصدير النفط والغاز مقابل عملات أخرى بخلاف الدولار الأمريكي، فقد أفادت وكالة رويترز العالمية بأن هناك مباحثات بين المملكة العربية السعودية والصين لتصدير النفط مقابل اليوان. كما أعلنت روسيا نيتها عن تصدير الغاز إلى الدول الغربية مقابل الروبل.
- على الرغم من السياسة النقدية الشديدة التي ينتهجها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف من استمرار ارتفاع معدلات التضخم خاصة في ظل استمرار توترات سلاسل الإمداد والحرب الروسية الأوكرانية. وهو ما قد يبقي أسعار الفائدة الحقيقية سالبة رغم رفع سعر الفائدة الأسمي.
- تجاوزت طلبات إعانات البطالة الأمريكية التوقعات للأسبوع الثاني على التوالي، حيث سجلت خلال الأسبوع الأخير نحو 184 ألف طلب مقابل توقعات بتسجيل 177 ألف طلب فقط.
عوامل تضعف زوج اليورو دولار
- عوامل تدعم الدولار الأمريكي
- قام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 16 مارس الماضي برفع أسعار الفائدة لأول مرة منذ مارس 2022 بواقع 25 نقطة لترتفع الفائدة إلى 0.50%. وقد دعم ذلك القرار من الاتجاه الصاعد الذي يسجله مؤشرالدولار الأمريكي منذ يونيو 2021، كما تسبب في استكمال صعود الدولار الأمريكي أمام اليورو.
- صرح جيروم محافظ الاحتياطي الفيدرالي بأن خيار رفع أسعار الفائدة خلال اجتماع أبريل بنحو 50 نقطة هو خيار مطروح ويؤيده العديد من أعضاء لجنة السياسة النقدية.
- سجل مؤشر جامعة ميتشجين لثقة المستهلك الأمريكي ارتفاعًا إلى مستوى 65.7 لشهر مارس الماضي مقابل توقعات بتسجيل 59.1 فقط.
-
سجل معدل التضخم السنوي الأساسي في الولايات المتحدة ارتفاعًا خلال مارس بنسبة 6.5%. وعلى الرغم من أنه أعلى من مستويات فبراير عند 6.4%، إلا أن ارتفاعه كان بوتيرة أقل كما أنه كان أقل من التوقعات التي اتجهت لأن يسجل 6.6% خلال مارس. وذلك ما دفع بعض المحللين للتوقع بأن يكون التضخم الأمريكي قد وصل إلى ذروته بالفعل.
- بحسب بيانات صندوق النقد الدولي فإن الدولار الأمريكي لا زال يشكل نحو 60% من إجمالي الاحتياطات الأجنبية للبنوك المركزية حول العالم وهو ما يساعد في تهدئه مخاوف تراجع مكانة الدولار الأمريكي كعملة احتياطي نقدي.
- ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018 حتى وصلت إلى 2.9064% وقت كتابة هذا المقال، وهو ما يدعم من مستويات الطلب على الدولار الأمريكي.
- عوامل تضعف اليورو
- سجل الميزان التجاري لمنطقة اليورو عجزًا للشهر الرابع على التوالي. حيث سجل خلال شهر فبراير عجزًا بقيمة 9.4 مليار دولار وهو أكبر عجز تجاري لمنطقة اليورو منذ أكثر من 20 عامًا.
-
قرّر المركزي الأوروبي في اجتماع 14 أبريل 2022 تثبيت أسعار الفائدة كما هي عند مستويات 0.25% للإقراض و -0.50% للإيداع وقال بيان السياسة النقدية أن هذه المستويات ستظل حتى يصل البنك لمستهدف التضخم عند 2% وهو ما يعتبر تباطؤ في التوجه نحو السياسة التشديدية ورفع أسعار الفائدة.
- شكلت العقوبات الأوروبية الجزئية على صادرات الطاقة الروسية مأزقًا كبيرًا للوضع الاقتصاد الأوروبي الذي يعني بالأساس من تصاعد معدلات التضخم مع استمرار توترات سلاسل الإمداد.
- سجل مؤشر معهد زيو لثقة الاقتصاد الأوروبي قراءة سلبية للشهر التاني على التوالي، حيث هبط خلال شهر أبريل الحالي إلى مستويات -43 نقطة وهو أدنى مستوى منذ مارس 2020.
توقعات زوج اليورو دولار
على الرغم من أن العديد من العوامل الاقتصادية الأساسية تدعم فرص استمرار زوج اليورو دولار في التراجع خاصة إذا ما استمرت الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أنه من الجانب الفني فإن زوج اليورو دولار يقترب حاليًا من نقطة الدعم القوي عند 1.0515 بالتوازي مع اقتراب مؤشر الدولار الأمريكي من المقاومة 101.950. وهو ما يدعم من فرص حدوث تصحيح قوي خلال الفترة القادمة وقد نشهد معه صعود زوج اليورو دولار إلى مستويات 1.011 بنهاية 2022.