كيف تبني نفسية متداول ناجح
سوق المال يفتح آفاقًا كبيرة أمام تحقيق دخل إضافي دون الحاجة إلى بذل الكثير من الجهد أو مغادرة المنزل، بل مباشرةً عبر الهاتف أو جهاز الحاسوب. المشكلة أن الكثير من المتداولين الصغار يصدمون كون تحقيق الأرباح في السوق لا يتم بسهولة وانما مثله مثل أي مهنة أخرى فهو يحتاج إلى توفر عدة عوامل وشروط نفسية ومادية للنجاح وتحقيق الأرباح.
من أهم هذه الشروط الاستعداد والتدريب وتطوير النفسية أو العقلية خاصة في التداول، حيث يعتبر السلاح الرئيسي في مواجهة التقلبات النفسية الشديدة بين الطمع والأمل والخوف والندم التي يتعرض لها المتداولون بشكل مستمر، وقد تدفعهم لاتخاذ قرارات متهورة تؤدي بهم إلى الخسارة.
جني أرباح معقولة أو دخل اضافي في أسواق المال أمر ممكن جدًا لأي شخص أن يحققه، ولكن بشرط أن يتعلم كيف يتحكم بنفسيته وأعصابه أثناء التداول. وفيما يلي سنقوم بطرح بعض الأفكار المسبقة التي في حالة استيعابها، سوف تساعدك في بناء نفسية المتداول المحترف الناجح.
فهم طبيعة الاستثمار والعلاقة بين الأرباح والمخاطر
من طبيعة الاستثمار، أي استثمار، أن يحتمل نسبة معينة من المخاطر. نسبة المخاطرة هذه تتغير من مجال الى آخر، فمن المعروف مثلًا أن الاستثمار في العقارات يحمل نسبة مخاطرة منخفضة، اما الاستثمار في أسواق المال فان نسبة المخاطرة فيه يمكن أن تكون أعلى خاصة في أصول معيّنة.
في الغالب، هناك علاقة عكسية بين نسبة المخاطرة ونسبة الأرباح التي يمكن تحقيقها في أي استثمار، لذلك فان أسواق المال يمكن أن توفر مصدرًا جيدًا لتحقيق الأرباح أو دخل إضافي. وهذا الأمر هو ما يدفع الكثيرين إلى الاستثمار في أسواق المال على أمل تحقيق الثراء.
ولكن، من المهم جدًا عليك كمتداول أن تضع في حساباتك احتمالات الخسارة، وأن تحسب جيدًا مستوى المخاطر المترتب عن كل استثمار أو صفقة تداول تقوم بها. حتى إذا حصلت تلك الخسارة لا تتعرّض إلى صدمة قوية تشعرك بالخوف أو الندم، او قد تحاول تعويضها بقرارات متسرعة وغير مدروسة.
هذا الفعل يسمى “الانتقام من السوق”، وهي ردة فعل منتشرة جدًا عند المتداولين المبتدئين. على عكس المتداولين المحترفين الذين يعرفون أن محاولة الانتقام من سوق ضخم لا تؤدي إلا إلى المزيد من الخسائر.
عندما تفهم جيدًا طبيعة المخاطر المتعلقة بالاستثمار أو التداول وتكون الخسائر متوقعة، فإن الصدمة تكون معدومة أو ضعيفة وحالتك النفسية تبقى مستقرة.
التداول مهنة سهلة وصعبة
تحقيق الأرباح عن طريق التداول ليس بالأمر السهل أو الهين، فعلى عكس ما قد يعتقده الكثير من المتداولين المبتدئين الذين يدخلون إلى عالم التداول وهم ممتلئون بالأحلام الوردية بتحقيق الثراء، فإن التداول كغيرها من الأعمال تحتاج إلى بذل الكثير من المال والوقت والجهد من أجل إتقانها وتعلمها واحترافها.
لذلك من المهم جدًا أن تعتبر التداول مهنة، وليس هواية يمكنك أن تمارسها في المساء بعد نهاية الدوام، لأن المهنة تحتاج إلى مهارات وأدوات معينة والوقت الكافي للقيام بها على أكمل وجه.
مهنة التداول تنقسم إلى قسمين رئيسين، القسم المادي والذي يشمل تعلم أساسيات وفهم التداول من التحليل الفني والأساسي، واستعمال منصات التداول وأدوات التحليل وقراءة المؤشرات وتوفير رأس المال الكافي.
وهنا الجزء الأسهل من التداول، حيث يمكنك أن تتعلم مهارات التحليل الفني والتعامل مع المؤشرات واستعمال المنصة في غضون بضعة أسابيع. ولكن الصعوبة هو في تمكّن تطبيق هذه المهارات في السوق الحقيقي تحت الضغط النفسي، وهذا يدخل في القسم الثاني الأصعب في التداول وهو العامل النفسي.
أساليب تحليل الأسواق المالية لا تعطي إشارات مطلقة، وانما تعطي إشارات نسبية في الغالب مبنية على الإحصاءات والاحتمالات، بناءً على متابعة الأحداث السابقة والبحث عن الأنماط المتكررة لمحاولة توقع المستقبل.
نتائج أي تحليل ليست مؤكدة وهناك دائمًا إمكانية للخطأ. هذه الحقيقية تخلق ضغطًا على المتداول عند اتخاذه لقرارات فتح اغلاق الصفقات.
صعوبة التداول تكمن هنا، فاعتياد نفسية المتداول على هذه الضغوط يحتاج إلى الكثير من الوقت والممارسة، مع الاختلاف في المدة من متداول إلى آخر.
الانسان يحتاج بطبيعته إلى الوقت حتى تعتاد نفسه على وضع معين ليتأقلم معه. مثل انتقال شخص إلى مهنة جديدة، من الطبيعي أن يحتاج إلى العمل عليها بعض الوقت حتى يحترفها.
عندما تزرع هذه الفكرة في رأسك، ستساعدك كثيرًا على تقبل فكرة استثمار الوقت اللازم لاحتراف التداول وعدم التسرّع في محاولة تحقيق الأرباح في وقت قياسي. في الكثير من الأحيان، الوصول إلى مرحلة الاحتراف قد يستغرق أشهر كثيرة وقد لا تصبر عليها في حالة كانت لديك توقعات غير واقعية.
وضع خطة التداول والالتزام بها
التخطيط هو مفتاح النجاح في أي مشروع، والتداول في أسواق المال لا يخرج عن هذه القاعدة، فعليك أن تحدّد أهدافك من التداول بدقة ويجب أن تتلاءم مع قدراتك المالية.
يجب أن تشمل خطة التداول على كل التفاصيل والمهام اليومية للتداول، مثل قواعد الدخول والخروج من الصفقات، استراتيجية إدارة المخاطر، أوقات التداول، الأصول التي يجب التركيز عليها، بروتكول التعامل مع مختلف السيناريوهات التي يمكن أن تحدث.
عندما تعرف بشكل مسبق أهدافك وكيف يمكنك أن تحققها، فإنك سوف تقلل كثيرًا من الضغوط النفسية التي يمكن أن تتعرض لها.
فمثلًا المتداول الذي يملك حساب فيه 1000 دولار ويهدف لتحقيق 10000 دولار، سوف يضطر إلى فتح صفقات تداول كثيرة وبأحجام كبيرة لا تتناسب مع حجم حسابه مع أصول إدارة المخاطر، والخسائر يمكن أن تأتي على جزء كبير من حسابه، ما يدفعه إلى فتح صفقات أكبر لتعويض الخسارة. وهكذا يدخل في حلقة مفرغة.
أيضًا، معرفة شروط الدخول والخروج من الصفقات يمنعنا من اتخاذ قرارات عشوائية أثناء التداول، ولأننا نعرف تمامًا ما يجب فعله فأن الارتباك والخوف يكونان معدومان.
الخلاصة
في الأخير، التداول في أسواق المال يمكن أي يكون مصدرًا جيد لتحقيق دخل إضافي وحتى تحقيق الثروة، ولكنه في نفس الوقت يمكن أن يكون صعب وليس بالسهولة التي يعتقدها الكثيرون ويمكن أن يتسبب في خسارة رأس المال المستثمر إذا لم يتم التعامل معه باحترافية ومهنية. تدريب النفس لوقت كاف وبناء عقلية المتداول المحترف مع وضع استراتيجية تداول جيدة والالتزام بها من أهم شروط تحقيق النجاح في التداول.
مثل المحارب الذي يحتاج الى السلاح القوي لتحقيق النصر، فإن المتداولين الناجحين والمحترفين يحتاجون دائمًا إلى الأدوات الصحيحة واللازمة واستعمال آخر التكنولوجيا وهذا توفره شركة أكسيا تريد من خلال اتاحة الوصول إلى كافة الأسواق المالية وعقود الفروقات الخاصة بالأسهم ومؤشراتها والسّلع بفئاتها وأزواج العملات الأجنبية.
كما توفّر أدوات التداول ومتابعة السوق ودورات تدريبية وآراء المحللين عبر خدمات Trading Central والنشرات الاخبارية والمفكرة الاقتصادية وإشارات التداول. وللاستفادة من هذه الخدمات ما عليك إلا فتح حساب تداول مع الشركة في بضع خطوات بسيطة.