كيف استطاعت أسعار النفط مواصلة الصعود رغم قرار أوبك+؟
تواصل أسعار النفط صعودها مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا وقيام الاتحاد الأوروبي بتطبيق حظر على 90% من وارداتها من سلع الطاقة الروسية. وعلى الرغم من قرار أوبك+ برفع الإنتاج اليومي بمعدل 648 ألف برميل يوميًا، إلا أن أسعار النفط لا تزال في اتجاه صاعد قوي. وخلال السطور التالية نلقي الضوء على أهم أسباب ذلك الصعود وتوقعات اتجاه أسعار النفط.
الاتحاد الأوروبي يطبق قيود على واردات الطاقة الروسية
قام الاتحاد الأوروبي في 3 يونيو الجاري بتطبيق قيود حظر على واردات الدول الأوروبية من النفط الروسي، وقد شملت تلك القيود حوالي 90% من إجمالي ورادات الاتحاد الأوروبي من النفط الروسي مع استثناء دولة بلغاريا من ذلك حتى عام 2024 لحين توفيق أوضاعها وإيجاد بدائل. وقد كان لذلك القرار العنيف أثر قوي على أسعار النفط نظرًا لأن الاتحاد الأوروبي يعتمد بشكل كبير جدًا على النفط الروسي كما أن ذلك القرار جاء متزامنًا مع موسم السفر.
أوبك+ تستجيب نسبيًا لمناشدات الغرب
قرر تحالف أوبك+ في 2 يونيو الماضي رفع معدلات الإنتاج اليومية بنحو 648 ألف برميل إضافي خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين. وعلى الرغم من أن ذلك القرار يحتوي في طياته استجابة ضمنية من جانب أوبك+ للضغوط الغربي من أجل رفع إنتاج النفط لتهدئة الأسعار إلا أن مشكلة عدم إلتزام الدول الأعضاء بمستويات الإنتاج هي المشكلة الرئيسية ولأن أسبابها تتعلق باختلالات هيكلية في قطاع الطاقة لدى تلك الدول، فإن الحلول قد تأخذ بعض الوقت وبالتالي لن يكون قرار أوبك+ طوق نجاة للاقتصاد العالمي مالم تستطع الدول الوفاء بالإنتاج المقرر.
ضغوط الإغلاق الصيني يهدء من تحركات النفط
عادت الصين بعد أسبوع واحد فقط من تخفيف قيود الإغلاق لفرض القيود مجددًا في ثمانية مناطق على رأسها مقاطعة شنغهاي وذلك بسبب قفزة مفاجئة في أعداد المصابين بفيروس كورونا في المقاطعة إلى 240 حالة إصابة جديدة. وهو الأمر الذي أعاد المخاوف لدى مناخ الأعمال والمستثمرين ومن ثم انعكس في بعض الضغوط على أسعار النفط فمنعه من تحقيق مكاسب أكبر.
تخفيضات متوالية لتوقعات النمو
تتابعت المؤسسات الدولية في إعلان خفضهم لتوقعات معدلات النمو الاقتصادي العالمي. فقد أعلن البنك الدولي أنه قام بخفض توقعات النمو للعام الجاري لتكون عند 2.9% مقابل توقعات ماضية بالنمو بنسبة 4.1% وأن توابع الحرب الروسية الأوكرانية ستؤدي لانخفاض دخل الفرد في الاقتصاديات النامية بنسبة 5%.
قامت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية باتباع البنك الدولي في تخفيض مستويات النمو المتوقعة لعام 2022 حيث قامت بتخفيض توقعاتها من مستويات 4.5% إلى 3% فقط وخفضت توقعات النمو لعام 2023 من 3.2% إلى 2.8% فقط. وكذلك قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض توقعات النمو لمنطقة اليورو إلى 2.8% خلال 2022 وإلى نسبة 2.1% خلال 2023.
ولم يكن صندوق النقد الدولي بمنأى عن هذه النظرة المتشائمة تجاه الاقتصاد العالمي، فقد صرح المتحدث باسم صندوق النقد “جيري رايس” بأن صندوق النقد يعتزم خفض توقعات النمو الاقتصادي لهذا العام.
فنزويلا تساهم في عرقلة سوق النفط
ساهم قرار دولة فنزويلا الأخير في عرقلة إمدادات النفط العالمية، فقد أعلنت فنزويلا أنه سيكون على الدول المستوردة للنفط بطريقة الشراء الفوري أن تقوم بالدفع مقدمًا نظير شحناتها النفطية وذلك بعد مجموعة من حالات التخلف عن السداد التي شهدتها بعض شحنات فنزويلا النفطية.
مخزونات النفط الأمريكية سلبية
أظهرت بيانات مخزونات النفط الأمريكية الصادرة يوم الأربعاء الماضي أن مخزونات النفط قد سجلت ارتفاعًا بحجم 2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي وهو ما يعكس ضعف في الطلب على النفط ومشتقاته داخل الولايات المتحدة على الرغم من أن الوقت الحالي يعتبر موسم سفر وتنقلات ومن المفترض أن يكون الطلب عند معدلات قوية.
شركة بريتيش بيتروليوم تغلق خط نفط هام
أعلنت شركة بريتيش بيتروليوم BP أنها ستقوم بمد إغلاق خط النفط العامل في جمهورية آذربيجان خلال شهر يونيو وذلك لاعتبارات تتعلق بالسلامة في حركة الملاحة في البحر الأسود، وقد تسبب ذلك القرار في اختلال قوي لحجم المعروض النفطي في السوق العالمي نظرًا لكون جمهورية آذربيجان من أكبر الدول المصدرة للنفط. فخلال الشهور الأربعة الأولى من 2022 قامت آذربيجان بتصدير 11.1 مليون برميل من النفط كان نصيب بريتيش بتروليوم وحدها في إنتاجهم نحو 77%، وكان هذا الخط النفطي ينتج نحو 60 مليون برميل سنويًا.
توقعات أسعار النفط
يتم تداول خام برنت حاليًا عند مستويات 122.14 دولار للبرميل، كما يتداول خام النفط الأمريكي عند 120.83 دولار للبرميل. وعلى الرغم من أن هناك مخاوف حالية من تراجع قوي للنشاط الاقتصادي في الصين، إلا أن اختلالات جانب العرض الحالية تدفع في اتجاه استمرار ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة المقبلة خاصة وأن الجانب الفني يشير إلى اكتمال نموذج كوب وعروة معتدل وبالتالي فإن احتمالات استمرار الاتجاه الصاعد فنيًا هي احتمالات قوية أيضًا.
ربما يكون في تلك الأوقات الخيار الأفضل للمستثمرين هو فتح عقود قصيرة المدى في الأسواق حتى لا يكون هناك تعرّض لمخاطر التقلبات التي قد تحدث في العقود ذات المدى الأطول. وبالتالي فإن فرص جني الأرباح من تداولات النفط لا تزال متاحة. ابدأ بالتداول الآن.