إصدارات البيانات الاقتصادية الرئيسية
يلعب التدفق اليومي والأسبوعي للبيانات الاقتصادية دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاه العملات الفردية وبالتالي فهي تعتبر هامةً في فهم إصدارات البيانات وكيفية تأثيرها على الأسواق.
1 – قرارات البنك المركزي الخاصة بالأسعار
يجتمع البنك العالمي المركزي شهريًا من أجل تحديد أسعار الفائدة للشهر القادم. وتحتل هذه القرارات أهمية كبيرة بالنسبة للأسواق ويمكن أن تكون حافزًا لعدم الاستقرار والحركات الاتجاهية في أسواق العملات.
تنبثق أهم قرارات البنك المركزي الخاصة بالأسعار عن مجموعة الدول الثمانية الاقتصادية الكبرى؛ الولايات المتحدة واليابان وأوروبا والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا ونيوزيلندا وسويسرا، باعتبار أن العملات المتداولة في اقتصادات هذه الدول هي الأكثر تداولًا.
عندما يتجه البنك المركزي نحو رفع الأسعار، من الطبيعي أن ترتفع عملة تلك الدولة حيث تجذب الأسعار الأكثر ارتفاعًا تدفق المستثمرين. أما عندما يقوم البنك المركزي بتخفيض الأسعار، فعادةً يُضعف هذا الأمر العملة حيث تسبب الأسعار المتدنية تدفق المستثمرين إلى الخارج.
كما يُنظر إلى التوقعات حول التغيرات في أسعار الفائدة بعين الأهمية. فعندما يُتوقع أن يرفع البنك الأسعار إلى مستوى معين ولكن ضمن التوقعات، قد يؤدي هذا الأمر إلى إضعاف العملة بدلًا من منحها القوة. وعلى غرار ذلك، عندما يُتوقع أن يُخفض البنك الأسعار إلى مستوى معين ولكن ضمن التوقعات، فمن الممكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تقوية العملة بدلًا من إضعافها.
2 – محضر اجتماع البنك المركزي
بعد الاجتماع الخاص بتحديد الأسعار، يصدر البنك المركزي محضرًا خاصًا باجتماعه والذي يُورد التفاصيل الخاصة بقرار البنك وعادةً يقدم محضر الاجتماع دلالات مثل كيف يتصرف البنك في المستقبل على الأرجح.
ويمكن عادةً أن يكون محضر الاجتماع محركًا للسوق بشكل كبير وذلك إذا كانت التفاصيل الواردة تفاجئ السوق أو تعطي مؤشراً قوياً على الحركة التالية للبنك.
3 – كشوفات الرواتب في الأعمال غير الزراعية (الولايات المتحدة)
تمثل قراءة كشوفات الرواتب في الأعمال غير الزراعية مؤشرًا لا مثيل له ويسترعي قدرًا هائلًا من الانتباه وعدم الاستقرار شهريًا. ويعتبر المؤشر قراءة للبطالة والذي يقيس العدد الكلي لعمال الولايات المتحدة الذين يتلقون الأجر والذين تم توظيفهم من خلال أي عمل تجاري غير حكومي أو الأسر الخاصة أو المنظمات غير الربحية أو المزارع.
ونظرًا لكون الولايات المتحدة رائدة الاقتصاد في العالم، يعتبر مؤشر البطالة هذا إشارة فعّالة للصحة الاقتصادية العالمية ويُستخدم كمعيار رئيسي للمتداولين الذين يتطلعون إلى توقع كيف من المرجح أن يتصرف الانعكاس الفيدرالي.
ويشير الرقم القوي إلى ظروف سوق العمل الإيجابية ويزيد من التوقعات بأن البنك الفيدرالي سوف يتحرك نحو رفع أسعار الفائدة. بينما يشير الرقم الضعيف إلى ضعف سوق العمل واعتماده على تخفيض توقعات المتداولين حول استعداد البنك الفيدرالي.
4 – البيانات الخاصة بالبطالة
يقيس معدل البطالة في الاقتصاد العدد الإجمالي للأشخاص في الاقتصاد الذين لم يحصلوا على وظيفة بعد ويبحثون عن وظيفة ويظهر كنسبة مئوية من مجموع القوى العاملة.
يمثل معدل البطالة فكرة رئيسية في صحة الاقتصاد وقد يكون المحرك الرئيسي لأسواق العملات مرة أخرى، كما يستخدم المتداولون القراءة كمقياس لنزعة البنك المركزي.
ويتمثل الهدف الرئيسي للبنوك المركزية من تحديد السياسة النقدية في الحد من الركود الاقتصادي وبالتالي تخفيض البطالة.
5 – معدل التضخم لمؤشر أسعار المستهلكين (CPI)
يتتبع مؤشر أسعار المستهلكين التقلبات في تحديد مجموعة من السلع والخدمات الاستهلاكية لحساب متوسط السعر المُرَجح.
وتتبع هذه البيانات بشكل أساسي تكلفة العيش في اقتصاد محدد. وترتبط أهمية هذه البيانات مرة أخرى بكيفية فهمها واستخدامها من قبل البنوك المركزية في تحديد السياسة النقدية.
إذا كان معدل التضخم متدني أو آخذًا في الانخفاض، فقد يتطلع البنك المركزي إلى تخفيض الأسعار سعيًا لزيادة النشاط الاقتصادي.
ومن ناحية أخرى، إذا كان معدل التضخم عاليًا جدًا أو آخذًا في الصعود بسرعة كبيرة، عندئذٍ قد يتطلع البنك المركزي إلى الحد من السياسة النقدية من خلال رفع الأسعار لتقليص عمليتي الاقتراض والإنفاق.