توقعات أسعار الليثيوم لعام 2022
يعرف الليثيوم باسم ” الذهب الأبيض” وذلك نظرًا لأهميته في العالم الحديث ولتنامي الطلب عليه. يحتل عنصر الليثيوم أهمية كبيرة في الصناعات الحديثة، فنظرًا لكونه أقل المعادن كثافة فإنه يتم استخدامه في صناعة بطاريات الهواتف المحمولة والحاسوب الشخصي وبطاريات السيارات الكهربائية، حيث ان البطاريات المصنوعة منه يمكن إعادة شحنها. سنتعرف من خلال هذا المقال على أهم العوامل التي تسببت في ارتفاع سعر الليثيوم خلال الفترة الماضية وتوقعات سعر الليثيوم للعام الجاري.
لماذا ارتفع سعر الليثيوم بقوة خلال عام 2021؟
شهد سعر الليثيوم ارتفاعًا كبيرًا منذ نوفمبر لعام 2020 وواصل سعر الليثيوم الارتفاع بقوة خلال عام 2021، فبعد أن افتتح الليثيوم تداولات 2021 عند مستويات 47,428.6 يوان/ طن، حقق صعودًا قويًا حتى استقر عند سعر 270,000 يوان/طن بنهاية العام، أي حقق صعودًا بما يعادل 470%.
ولعل السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار الليثيوم بهذا الشكل الحاد هو ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائة بشكل قوي، وذلك نظرًا لسياسات الحد من الانبعاثات الكربونية التي اتبعتها الكثير من الدول، إلى جانب التسهيلات النقدية التي شهدها عامي 2020 و2021 والتي استمرت حتى الربع الأول من 2022 وهي ما كانت أهم أسباب ارتفاع الطلب.
كذلك فإن صناعة الليثيوم لم تكن بمعزل عن توترات سلاسل الإمداد في التجارة العالمية والتي نتجت عن قيود الإغلاق وحظر السفر بسبب تفشي فيروس كورونا، فقد أدت قيود الإغلاق إلى غلق العديد من المناجم وصعوبات في حركة العمالة بين المدن والدول.
تعتبر استراليا هي المورد العالمي الأول لليثيوم، إذ تقوم بإنتاج 55% من الإنتاج العالمي له. وقد شهدت استراليا خلال 2021 عودة لتفشي جائحة كورونا ما دفعها إلى إعادة فرض إجراءات الإغلاق من جديد لمدة وصلت إلى أربعة أشهر، ولم تقم بتخفيف تلك القيود إلا في أكتوبر وعلى إثر ذلك فقد حدث تعطل إنتاج مناجم الخام. كما أن الصين تعتبر هي المنتج الثالث عالميًا للخام بنسبة إنتاج تقدر ب16.2% من الإنتاج العالمي، وقد شهدت الصين كذلك سلسلة من الإغلاقات المتتالية بسبب تفشي كورونا مؤخرًا.
الليثيوم يواصل الارتفاع في بداية 2022
لم يتوقف صعود الليثيوم في 2022، فقد واصل سعره الصعود خلال العام الحالي ليصل حتى وقت كتابة المقال عند 480,500 يوان/طن محققًا ارتفاع بنسبة 77.9%. لكن الملاحظ أن وتيرة صعود الليثيوم قد شهدت هدوء في وتيرة الصعود بداية من شهر مارس الماضي، حيث تراجع السعر منذ بداية مارس وحتى 24 أبريل بنسبة 2.7%.
وقد كان للإغلاقات واسعة النطاق التي طبقتها الصين مؤخرًا اليد الأعلى في ذلك التراجع، حيث أدى تفشي فيروس كورونا من جديد في الصين إلى اتجاهها لفرض قيود إغلاق صارمة في العديد من المدن والمقاطعات وعلى رأسها شنغهاي، مما أدى إلى تعطيل العديد من المصانع. ونظرا لأن الصين هي أكبر مستهلك عالمي للخام، فإن تلك القيود قد انعكست على شكل تراجع في الطلب على الليثيوم وهو ما تسبب في ذلك التراجع الطفيف في سعره.
وبحسب ما يرى المحللون فإن ذلك التراجع لا يعتبر تصحيحًا واسع النطاق ولا يمكن الاعتماد عليه في توقع اتجاه هبوطي إذ أن الأمر يتوقف فقط على عودة النشاط الاقتصادي في الصين إلى طبيعته.
توقع أداء سعر الليثيوم خلال 2022
كما أشرنا سابقًا، فإن مدى سرعة الدول في التحرك نحو فرض السياسات الخضراء هو المحدد الأكبر لمستوى الطلب على الليثيوم، ولعل من أهم الصناعات المرتبطة بهذا الاتجاه هي صناعة السيارات الكهربائية. وقد شهدت صناعة السيارات الكهربائية رواجًا قويًا خلال 2021 وتضاعفت مبيعاتها خلال 2021 وحققت مبيعات بقيمة 4.6 مليون دولار وأصبحت في طريقها للتفوق على مبيعات السيارات الكربونية التقليدية.
يرى الخبراء أن سوق الليثيوم قد يظل في حالة عجز خلال 2022، مما يعني أن الطلب سيظل متوفقًا على العرض، كما يتوقعون أن الطلب على الليثيوم إذا ظل على هذه الوتيرة فإنه قد يزيد إلى ثلاثة أضعاف بحلول 2025.
من المتوقع أن يبلغ حجم المعروض من الليثيوم خلال 2022 نحو 636,000 طن مقابل 497,000 طن في 2021، وعلى الرغم من ذلك الارتفاع المتوقع في حجم المعروض إلا أن الطلب على الخام من المتوقع أن يتجاوز ذلك الرقم ليصل إلى 641,000 طن بحسب بيانات وكالة S&P العالمية.
وأخيرًا، فإن من المهم الإشارة إلى أنه في ظل ارتفاع حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية حاليًا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والاختلالات الاقتصادية العالمية فإنه ليس من الضروري أن تتبع أسعار أسهم شركات صناعة الإيثيريوم حركة سعر الخام، فعلى الرغم من استمرار الارتفاع القوي في سعر الليثيوم خلال بداية العام الجاري، إلا أن أسهم الشركات العاملة في تعدين الخام قد شهدت تراجعًا بمتوسط 20 إلى 30% خلال أواخر يناير وفبراير.