هل ينتصر الروبل الروسي في حربه مع العملات الأخرى؟
يعتبر الروبل الروسي (RUB) من العملات النادرة في سوق الفوركس والذي بدأ يجذب تداول الاستثمار اليه مؤخرًا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية. ويعتبر الاتحاد الروسي سادس أكبر اقتصاد في العالم. ويدير الاتحاد الروسي فائضًا تجاريًا قدره 68.85 مليار دولار، ويصدر الاتحاد الروسي النفط، والمنتجات البترولية، والغاز الطبيعي، والمعادن، والأخشاب، والمنتجات الخشبية، والمواد الكيميائية، ومجموعة واسعة من المصنوعات المدنية، والعسكرية الى الاتحاد الأوروبي، والصين، وتركيا وأوكرانيا وكازاخستان.
تتمثل الوظيفة الرئيسية لبنك روسيا في حماية الروبل وضمان استقراره. يمتلك البنك المركزي الروسي احتياطيات من العملات الأجنبية تبلغ 426029 مليون دولار أمريكي وودائع الذهب بقيمة 35788 مليون دولار. وتعد ودائع الذهب الروسية الأكبر في العالم ولذلك فإن الأحداث التي ترتبط بروسيا تؤثر بشكل كبير على تداول الاستثمار على الذهب. للمزيد من المعلومات. الدليل الشامل: تداول الذهب مع أكسيا – AXIA Investments
يستورد الاتحاد الروسي الآلات والمركبات والمنتجات الصيدلانية والبلاستيك والمنتجات المعدنية شبه النهائية واللحوم والفواكه والمكسرات والأدوات البصرية، والأدوات الطبية، والحديد، والصلب. من الاتحاد الأوروبي، والصين وأوكرانيا، والولايات المتحدة، واليابان.
يتمتع الاتحاد الروسي بسوق أسهم جذابة، ولكنه متقلب. وهو سابع أكبر سوق للأسهم في العالم، حيث يوجد القيمة السوقية الإجمالية 861.4 مليار دولار. ويبقى السؤال كيف نستفيد من تقلبات الروبل في التداول للاستثمار؟
ما الذي يحرك سعر الروبل وكيف يؤثر ذلك في التداول للاستثمار؟
من أهم الأمور التي تحرك الاقتصاد بشكل عام وتداول الاستثمار بشكل خاص هي التضخم، فالتضخم ظاهرة تحدث عندما تكون هناك زيادة في المعروض النقدي يؤدي إلى ارتفاع عام ومستمر في الأسعار لأن الكثير من الدولارات تطارد عددًا قليلاً جدًا من السلع. التضخم مصدر قلق للجميع لأنه يسلب منا القوة الشرائية. يعتبر التضخم أيضًا مصدر قلق كبير لمستثمري تداول الفوركس. لذلك عند تخطيطنا استثمار التداول على الروبل الروسي فيجب أن نحرص على إيلاء اهتمام وثيق لمعدلات التضخم، حيث يؤدي ارتفاع التضخم غالبًا إلى ضعف العملة، ويعد التضخم بشكل عام أخبارًا سيئة بالنسبة لقيمة العملة.
ففيما يخص الروبل الروسي هناك عوامل كثير تؤثر عليه حاليًا حيث لازالت العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية قائمة، منذ بدايتها في 24 فبراير الماضي. وهذا ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية “ثالثة”، التي ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين. مما أثار مخاوف الناس وطغى على الأسواق العالمية ضبابية وعدم تيقن من المستقبل ظهر ذلك في منصات تداول الاستثمار في أسواق عقود الفروقات خصوصا فيما يتعلق بالروبل.
وكرد على هذه العملية العسكرية فقد قام الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الولايات المتحدة الامريكية بفرض حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها “الأقسى على الإطلاق” وبالرغم من ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “الناتو” يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع “حرب عالمية ثالثة”. هل سيتغير ذلك وتبدأ الحرب العالمية الثالثة؟ وماذا سيكون مصير الروبل هل سيحشد تحركاته في تداول الاستثمار؟ وكيف نخطط لاستثمار تداول ناجح مربح؟ وحيث يبقى السؤال معلقًا فيما ستندلع الحرب العالمية الثالثة أم لا؟ فإن هذه الأجواء مناسبة جدا لتداول الاستثمار على الروبل بسبب التذبذب الكبير الذي يطغى عليه متيحًا للمستثمرين فرص قوية.
وحيث ان التضخم من اهم الأمور التي تؤثر على سعر العملة لذلك يعد من أهم البيانات التي يجب الاطلاع عليها في الاقتصاد الروسي، فقد أدت أولا جائحة كورونا الى رفع مستويات التضخم في جميع دول العالم ولم تنج روسيا من هذا التأثير. ومن ثم اتبعت ذلك روسيا هذا بالحرب على أوكرانيا فماذا كان مصير التضخم في روسيا بعد هذه الحرب؟
على غير المتوقع أظهرت بيانات هيئة الإحصاء الاتحادي الروسية تراجع معدل التضخم في روسيا، حيث تراجع معدل تضخم أسعار المستهلك في روسيا الى 14.3% سنويًا. كما وفي الوقت نفسه تراجعت أسعار المستهلك بـ 0.52% شهريًا. وكما أعلنت دائرة الإحصاء الفيدرالية الروسية استمرار تراجع الأسعار في روسيا بواقع 0.03%.
وأتى اعلان الرئيس الروسي مؤكدًا على بيانات دائرة الإحصاء عن التضخم السنوي في روسيا ، حيث صرح بوتين بأنه على عكس الاقتصادات العالمية هناك انخفاض في التضخم في روسيا، وأن هناك اتجاهًا نزولي في المؤشر. وأشار الى أن معدل التضخم سيبلغ مستوى 12% بحلول العام الجاري. وبأن التوقعات للتضخم العام المقبل بحسب الخبراء الروسيين ستصل على الأرجح إلى المؤشرات المستهدفة عند مستوى 5% إلي 6%. وقد أدى اعلان بوتن على تحرك سعر الروبل بشكل كبير مسببًا فرصة تداول استثمار قوية للباحثين عن المكاسب والارباح السريعة.
الاستفادة القصوى من تحركات وتقلبات الروبل في التداول للاستثمار بناء على إجراءات البنك المركزي الروسي؟
تعتمد البنوك المركزية سياسة رفع سعر الفائدة على العملة كإجراء لخفض مستويات التضخم العالية، ولكن على غير المتوقع فقد قام البنك المركزي الروسي بإجراءات مغايرة للسائد في حالات خفض مستويات التضخم، فقد نقلت “بلومبيرغ” بأن البنك المركزي الروسي قام بخفض جديد على سعر الفائدة حيث بدأ بسياسة الخفض منذ ابريل حيث كان سعر الفائدة 20% في ابريل حتى وصلت الى 9.5% في شهر سبتمبر. ما الذي يدفع البنك المركزي الروسي الى اتخاذ هذا الاجراء؟ هل هي وسيلة اتخذها لتخفيف تأثير ارتفاع سعر الدولار الأمريكي ام في الامر سبب مختلف؟ فقد قام البنك الفيدرالي برفع سعر الفائدة على الدولار مما ادى الى انخفاض حاد على أسعار العملات والسلع المقابلة له في سوق الفوركس موفرًا فرص تداول استثمار رائعة. اطلع على هذا المقال لمعرفة المزيد عن رأس المال الذي يمكن أن تبدأ به. كم رأس المال الذي تحتاجه لتداول الفوركس؟ – AXIA Investments
هذا وقد قالت محافظة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا، إنها لا تزال ترى مجالًا لمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة في الاجتماعات المقبلة. ويبدو من هذا الخطاب على تصميم البنك المركزي الروسي على الوقوف في طريق الصعود الحاد للروبل، حتى مع استمرار ضوابط رأس المال في تقييد السوق. ومع الخفض الأخير لسعر الفائدة، فقد تم الآن عكس كل إجراءات التشديد النقدي الطارئة تقريبًا بعد غزو أوكرانيا قبل سبعة أشهر، مسببًا فرص قوية لمحبي تداول الاستثمار على العملات النادرة.
ويبقى السؤال ما الفرص الاستثمارية القادمة التي سيمنحنا إياها الروبل الروسي؟، حيث إنه وعلى الرغم من الأوضاع السياسة والعقوبات المفروضة على روسيا وفقًا لرويترز انتعشت العملة الروسية وتعتبر الأفضل أداءً في العالم هذا العام. بسبب صادرات النفط والغاز الروسية المعفاة في الغالب من العقوبات، مما يؤدي إلى تدفق مليارات الدولارات واليورو إلى البلاد كل أسبوع ويحرك الروبل إيجابيا جاذبًا انتباه المستثمرين لتداول الاستثمار عليه.