كيف استفاد الدولار كندي من نتائج نمو الناتج المحلي الكندي؟
على الرغم من خروج بيانات الناتج المحلي الكندي الشهري موافقًا للتوقعات في نهاية يونيو الماضي، إلا أن زوج الدولار كندي USDCAD شهد تراجعًا خلال التداولات التالية لخروج المؤشر، ولعل ذلك التراجع يعود سببه إلى ضعف بيانات النمو مقارنةً بالشهر الماضي وأيضًا بسبب قوة الدولار الأمريكي. وخلال السطور التالية سنلقي نظرة على أداء الاقتصاد الكندي وتطورات زوج الدولار كندي.
الاقتصاد الكندي يستفيد من الحرب الروسية
على الرغم من موجة التضخم القوية التي ضربت اقتصاد العالم ابتداءً من زخم الطلب عقب فك قيود كورونا ومرورًا بأزمة سلاسل الإمداد وانتهاءً بالغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن الاقتصاد الكندي استطاع أن يمتص جزء كبير من هذه الصدمة، وخاصةً صدمة الحرب الروسية، وذلك نظرًا لكون الاقتصاد الكندي يعتمد بقوة على الصادرات الغذائية والقمح والنفط.
وتمثل تلك القطاعات نحو 10% من الاقتصاد الكندي، وبالتالي أدى الارتفاع القوي في أسعار تلك المنتجات إلى دعم قطاعات أساسية في الاقتصاد الكندي ومن ثم كان انعكاسه ضاغط على زوج الدولار كندي رغم قوية الدولار الأمريكي.
نظرة على المؤشرات الاقتصادية الكندية
قام بنك كندا في اجتماع مارس الماضي بالبدء في رفع أسعار الفائدة، حيث رفع معدلات الفائدة من 0.25% إلى 0.50% وذلك بعد أن سجل مؤشر التضخم السنوي مستويات 3.2% متجاوزًا التوقعات للأسبوع الرابع على التوالي. ثم تلا ذلك اجتماعين متتاليين قام بنك كندا خلالهما برفع الفائدة 0.50% لكل منهما لتستقر الفائدة عند 1.5% بالتوازي مع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك السنوي عند 3.9% متجاوزًا بذلك التوقعات بأن يصل عند 3.4% فقط.
- مؤشر نمو الناتج المحلي الشهري
خرجت قراءة مؤشر النمو في الناتج المحلي الإجمالي الكندي لتكون متوافقة تمامًا مع التوقعات، حيت سجل المؤشر نمو في الناتج المحلي خلال شهر أبريل بنسبة 0.3%، ولكن رغم ذلك فإن تلك القراءة أقل من القراءة التي سجلها عن شهر مارس والتي كانت بنمو الناتج المحلي بنسبة 0.7%، وهو ما يعكس آثار الضغوط الاقتصادية العالمية على النشاط الاقتصادي الكندي.
- مؤشر مبيعات التجزئة الكندية الشهري
سجل مؤشر مبيعات التجزئة قراءة أعلى من التوقعات بالنسبة لشهر أبريل، فقد سجل المؤشر نمو في مبيعات التجزئة عن شهر أبريل بنسبة 0.9% مقابل توقعات بأن يسجل نمو بنسبة 0.8% فقط، كما كانت تلك القراءة أعلى بكثير من القراءة السابقة عند 0.2%.
كذلك سجل مؤشر مبيعات التجزئة الأساسي نمو بنسبة 1.3% عن نفس الشهر مقابل توقعات بان يسجل 0.5% فقط ومقابل القراءة السابقة التي كانت عند 2.6%.
- مؤشر Ivey PMI
هو مؤشر يعتمد على استطلاعات رأي يتم إجراؤها بين مديري المشتريات في عدد من القطاعات الاقتصادية بحيث يعكس أداء مختلف قطاعات الاقتصاد، وتؤثر نتيجة هذا المؤشر بقوة في تحركات زوج الدولار كندي، وتعبر القراءة أعلى من 50 نقطة عن توسع اقتصادي، فيم تعبر القراءة الأدنى من 50 نقطة عن انكماش اقتصادي.
وقد سجل المؤشر قراءة عند النقطة 72 بالنسبة لشهر مايو، وهو ما يعد أعلى كثيرًا من توقعات الأسواق بان يسجل المؤشر قراءة عند النقطة 64.3 وهو ما يعكس بالتالي نموًا في النشاط الاقتصادي الكندي ومن ثم يضغط على أداء الدولار كندي.
- مؤشر معدل البطالة
تعتبر مؤشرات سوق العمل من أهم المؤشرات الاقتصادية التي يعتمد عليها صانعي السياسة النقدية في اتخاذ القرار بشأن تعديل السياسة النقدية، إذ تعكس بشكل كبير مدى التوسع أو الانكماش في الأعمال وتعكس أيضًا حالة الدخول والأجور ومن ثم أثر كل ذلك على معدلات التضخم.
ويعتبر مؤشر معدل البطالة من أهم المؤشرات المؤثرة في تحركات زوج الدولار كندي، وقد سجل المؤشر تراجعًا خلال شهر مايو إلى النسبة 5.1% مقابل توقعات بان يسجل نسبة 5.2% ومقابل تسجيل قراءة عند 5.2% عن شهر أبريل.
عند النظر إلى مؤشر أسعار المستهلكين جانبًا إلى جنب مع مؤشر مبيعات التجزئة ومؤشر سوق العمل بالإضافة إلى مؤشر النمو في الناتج المحلي، نجد أن الاتجاه المسيطر على الاقتصاد هو ترجيح زيادة معدلات التضخم رغم وجود بعض المخاوف الانكماشية وبالتالي فإن هذه المؤشرات قد تدفع بنك كندا إلى الاستمرار في البرنامج التشديدي ربما بوتيرة أقوى من السابق، بمعنى أن بنك كندا قد يقوم في اجتماع يوليو القادم برفع أسعار الفائدة بوتيرة أعلى من السابق، أي بنسبة 0.75% وهو ما قد يمثل مقاومة قوية لزوج الدولار كندي.
توقعات أداء الدولار كندي
معلوم أن الدولار الكندي قد استفاد خلال الفترة الماضية من ارتفاع أسعار النفط وهو الأمر الذي انعكس في الأداء المتذبذب لزوج الدولار كندي وإن كان الاتجاه العام للزوج نحو الصعود بفعل الدولار الأمريكي القوي.
ولكن مع ارتفاع مخاوف الركود العالمي، فإن ذلك قد يمارس ضغوط على سعر النفط وبالتالي يؤثر في النشاط الاقتصادي الكندي، وقد بدأت ترجمة تلك المخاوف بالفعل في تراجع أسعار النفط إلى مستويات 110 دولار للبرميل بالنسبة لخام برنت.
وبالتالي ففي هذا السيناريو قد نشهد ضعف للدولار الكندي أمام الدولار الأمريكي الذي سيواصل انتصاراته مع التشديد المتواصل من جانب الفيدرالي ومن ثم قد نرى ارتفاع قوي للدولار كندي الذي يُتداول حاليًا عند مستويات 1.29.
وبالتالي فإن هناك فرصة كبيرة للتداول على زوج الدولار كندي خلال الفترة القادمة وتحقيق ربح من خلال الصعود المتوقع للزوج. ابدأ الآن بالتداول مع أكسيا.