الدولار الأمريكي يهدأ مع تراجع التضخم
شهد مؤشر الدولار الأمريكي تراجعًا ملحوظًا في الوتيرة الصاعدة عقب تسجيل مؤشر التضخم الأمريكي قراءة أعلى من التوقعات، وعلى الرغم من أن تراجع التضخم يعد داعمًا للدولار على المدى البعيد، إلا أنه على المدى القريب يدفع المتداولين للتوقع بتهدئة وتيرة السياسة النقدية التشديدية، مما يتسبب في تراجع حدة المضاربات على الدولار الأمريكي لصالح الذهب.
ما هو مؤشر الدولار الأمريكي DXY؟
مؤشر الدولار الأمريكي DXY هو المؤشر الرئيسي لقياس أداء الدولار الأمريكي مقابل العملات العالمية، حيث يقيس مؤشر DXY متوسط أداء الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات العالمية الرئيسية وهي اليورو والين الياباني والجنيه الاسترليني والفرنك السويسري والدولارالكندي والكرونة السويدية.
تصريحات هامة للفيدرالي الأمريكي
قالت عضو الاحتياطي الفيدرالي “لوريتا ميستر” إنها تعتقد بأنه من الواجب أن يرى الفيدرالي الأمريكي تباطؤ معتبر في معدلات التضخم قبل أن يفكر في تخفيف حدة زيادات الفائدة، كما أضافت ميستر أن مخاطر التضخم تتجه نحو الاتجاه الصعودي وأن النقاش دائر حول اتخاذ مزيد من السياسة التشديدية. وأشارت مسيتر إلى أنه في الغالب سيتمسك الفيدرالي الأمريكي بزيادة الفائدة بمقدار 50 نقطة خلال الاجتماعين المقبلين ثم يقوم بمراجعة السياسة في ضوء المؤشرات الجديدة.
ولمّحت ميستر إلى أنها لا تستبعد أي خيارات بشأن أسعار الفائدة للنصف الثاني من العام، وأن خيار رفع أسعار الفائدة بحجم 75 نقطة لا يعتبر خيارًا مستبعدًا بالنسبة لصندوق أدوات الاحتياطي الفيدرالي، وأن كافة التطورات تعتمد بشكل رئيسي على أداء معدلات التضخم في المستقبل القريب.
كذلك فقد صرّح “جيمس والر” عضو الفيدرالي الأمريكي؛ أنه من الممكن أن يؤدي التشديد النقدي إلى وضع بعض الضغوط على سوق العمالة بما يؤثر على مستويات الطلب على العمالة ويعيد التوازن إلى السوق، إلا أنه توقع أن ذلك لن يضر معدلات البطالة بشكل كبير، حيث تشير البيانات الحالية إلى أنه تتوفر وظيفتيين في المتوسط أمام كل عامل حاليًا.
كيف كان أداء التضخم السنوي لشهر أبريل؟
خرجت قراءة مؤشر التضخم السنوي عن شهرأبريل في يوم 11 من الشهر الجاري لتعكس تراجع في معدلات التضخم السنوي بما يتوافق بشكل ما مع توقعات الأسواق التي تم بنائها على أساس تراجع قراءة مؤشر التضخم الأساسي خلال الشهر السابق.
فقد سجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي السنوي عن الشهرالماضي نموًا بنسبة 8.3%، وعلى الرغم من أنه يعتبر أقل من قراءة الشهر الماضي والتي كانت عند 8.5%، إلا أنها كانت أعلى من توقعات الأسواق أيضًا والتي اتجه أغلبها لأن يسجل المؤشر ما بين 8 إلى 8.1%.
كيف تأثر الدولار الأمريكي بقراءة التضخم؟
على الرغم من القراءة الانكماشية لمؤشر التضخم، إلا أنها لم تكن كافية للضغط القوي على مؤشر الدولار الأمريكي، حيث كانت الأسواق تنتظر انكماش أقوي من ذلك. وقد انعكس ذلك في تباطؤ ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي الذي شهد حركة ضعيفة جدًا خلال اليوم ليسقر عند النقطة 104.003 مرتفعًا بنحو 0.08% فقط.
من جانب آخر، فقد سجلت عائدات سندات الخزانة الأمريكية (لـ 10 سنوات) تراجعًا خلال 11 مايو بنسبة 2.15% ليكون ثالث يوم للتراجع المتوالي ولتستقر العائدات عند 2.92% بنهاية اليوم. فيما تزامن ذلك مع استمرار تراجع داو جونز الأمريكي ليستقر عند 31,831.110 نقطة.
فيما استفادت أسعار الذهب بشكل ما من قراءة التضخم هذه، إذ شهدت أسعار المعدن الأصفر ارتفاعًا بنسبة 0.79% خلال اليوم لتستقر عند مستويات 1852.01 دولار بنهاية تداولات اليوم.
كيف علق الفيدرالي على مؤشر التضخم؟
علق “جيمس بولارد” على نتائج مؤشر التضخم الأمريكي بأنها تعبر عن استمرار الأسباب الأساسية للتضخم مما يلزم الفيدرالي الأمريكي باتخاذ تدابير لخفض معدلات التضخم، وأشار إلى أنه يرى حاليًا أن رفع معدلات الفائدة بوتيرة 50 نقطة تعتبر أداة ملائمة، وقال ان خيار 75 نقطة حاليًا لا يعتبر ضمن الخيارات القوية. وأشار إلى أنه يرى بأن هدف الفائدة يجب أن يكون عند 3.5%.
وصرح “رفاييل بوستيك” عضو الفيدرالي الأمريكي بأن الفيدرالي الأمريكي يوقن أن معدلات التضخم لاتزال مرتفعة وأنه يرى بأن رفع الفائدة بنسبة 0.50% خلال الاجتماعات المقبلة تعتبر نسبة ملائمة وأن خيار 75 نقطة ضعيف للغاية.
توقعات أداء الدولار الأمريكي
لا تزال العديد من العوامل الأساسية تمثل دعمًا قويًا للدولار الأمريكي، فمع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا والمخاوف من الركود الاقتصادي العالمي خاصة في ظل قيود الإغلاق مؤخرًا في الصين، تتجه الاستثمارات إلى الملاذات الآمنة.
وبالإضافة إلى ذلك فإن المخاوف التضخمية لاتزال قائمة بقوة والاتجاه التراجعي للتضخم يحتاج إلى تأكيد من البيانات السنوية خلال الأشهر المقبلة، وبفرض تأكيد الاتجاه التراجعي، فإن معدلات الفائدة ستظل في الاتجاه التصاعدي حتى تصل إلى المستوى المحايد عند 2% على الأقل وهو ما يعني أننا أمام أحد سيناريوهين؛ إما أن تثبت معدلات التضخم تراجعها خلال الأشهر المقبلة مما سيكون سبب في تباطؤ الدولار الأمريكي ثم تراجعه، أو أن تواصل معدلات التضخم الصعود وهو ما سيتسبب في دعم الدولار الأمريكي بقوة. وقد يكون السيناريو الثاني أكثر ترجيحًا إذا نجحت الصين في السيطرة على تفشي كورونا مما سيبدد مخاوف الطلب على النفط لتعود مستويات النفط للصعود بقوة.