في عالم الاستثمار المتقلب، يعد فهم اتجاهات السوق أمرًا بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات مستنيرة. وإن من أهم هذه الاتجاهات التي يحتاج المستثمرون إلى إدراكها هو السوق الهابطة. يشير مصطلح السوق الهابطة إلى فترة طويلة من انخفاض أسعار الأسهم، والتي غالبًا ما تكون مصحوبة بمشاعر اقتصادية سلبية وتشاؤم واسع النطاق بين المستثمرين. وخلال هذه الفترات، من الشائع أن تتعرض أسعار الأسهم لانخفاضات كبيرة، مما يؤدي إلى شعور العديد من المستثمرين بالذعر الذي يضطرهم لبيع ممتلكاتهم.

ومع ذلك، يدرك المستثمرون الأذكياء أن الأسواق الهابطة تقدم أيضًا فرصًا فريدة لتحقيق مكاسب طويلة الأجل. ومن خلال اعتماد نهج استراتيجي والتركيز على الشركات ذات الأسس القوية، مثل ماكدونالدز وستاربكس، يمكن للمستثمرين خوض تجربة الاستثمار في سوق هابطة بنجاح.

تقييم مرونة ماكدونالدز وستاربكس في سوق هابطة

في أوقات الانكماش الاقتصادي وتقلبات السوق، يصبح من الضروري بالنسبة للمستثمرين تحديد الشركات المرنة التي يمكنها الصمود في وجه العاصفة. وقد أثبتت ماكدونالدز وستاربكس أنهما شركتان من هذا النوع، حيث يتمتعان بالقدرة على الازدهار حتى في الأسواق الهابطة. أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة مرونة هذه الشركات هو نماذج أعمالها، فقد تركت كل من ماكدونالدز وستاربكس بصمات عالمية، مما سمح لهما بتنويع مصادر إيراداتهما عبر مناطق مختلفة من العالم.

بالإضافة إلى ذلك، تقدم كلتا الشركتين منتجاتها بأسعار معقولة نسبيًا، كما أن هذه المنتجات أصبحت أساسية لدى العديد من المستهلكين، فحتى في الأوقات الاقتصادية الصعبة، لا يزال الناس يبحثون عن وجبات سريعة أو فنجان قهوة لتجديد نشاطهم. ويساعد هذا الطلب المستمر في الحفاظ على مبيعات ماكدونالدز وستاربكس. كما ويُحسب لكلتا الشركتين نجاحهما في التكيف مع تغير تفضيلات المستهلكين على مر السنين.

ماكدونالدز: تسريع استراتيجية الأقواس

تتمتع ماكدونالدز بآلاف المطاعم في 100 دولة، لذا فإنه من المستغرب أن تستمر علامة تجارية تتمتع بكل هذا الاختراق العالي في التوسع. ومع ذلك، لم تشهد إيرادات الشركة أي نمو طوال العقد الماضي. ولكن بدأت الشركة الآن في تجربة ميزات الاستراتيجية الخاصة بها، وهي استراتيجية “تسريع الأقواس”، والتي تشمل زيادة عدد المطاعم التابعة لها وتعزيز الربحية.

وقد أبلغت ماكدونالدز عن نمو مزدوج في المبيعات في الولايات المتحدة خلال الربع الأول، وذلك بعد النمو الاستثنائي العام الماضي. وتمثلت إحدى نقاط القوة لديها في المبيعات الرقمية، والتي تشكّل الآن حوالي 40٪ من المبيعات على مستوى النظام، والتي شهدت نموًا بأكثر من 30٪ سنويًا في أكبر ستة أسواق تابعة للشركة.

ستاربكس: توسع في الهامش ونمو قوي

أظهرت أسهم ستاربكس أداءً مشابهًا لأسهم ماكدونالدز خلال الجائحة، حيث شهدت ارتفاعًا بنسبة 85٪ في آخر 5 سنوات، وهي تقترب حاليًا من أعلى مستويات لها على الإطلاق. ومع زيادة معدلات التضخم، تحول إنفاق المستهلكين من السلع إلى الخدمات، حيث باتت قهوة الصباح إحدى الخدمات الأساسية التي لا يمكنهم الاستغناء عنها يوميًا.

ويشير نمو الخط الأعلى لشركة ستاربكس إلى الارتفاع في طلب المستهلكين، لكن شهد هامش الربح الخاص بها انخفاضًا من مستويات ما قبل الجائحة، حيث أبلغت بشكل متنظم عن هامش ربح صافٍ أعلى من 12٪. ومع ذلك، تشير التحليلات إلى وجود مجال واسع لتوسيع الهوامش، مما يقود إلى نمو ربحية السهم على نحو أسرع من الإيرادات. ويتفق المحللون على أن الأرباح ستشهد نموًا بنسبة 18٪ على أساس سنوي في السنوات الخمس المقبلة.

الخلاصة: الاستثمار في ماكدونالدز وستاربكس استراتيجية رابحة في سوق هابطة

ختامًا، يعتبر الاستثمار في ماكدونالدز وستاربكس استراتيجية رابحة في سوق هابطة توفر العديد من المزايا الجذابة، فقد أظهرت الشركتان مرونة خلال فترات الركود الاقتصادي، مع نماذج أعمالهما المميزة والاعتراف القوي بالعلامة التجارية التي تمكنهما من الحفاظ على عائدات مستقرة. تمتلك ماكدونالدز وستاربكس أيضًا تدفقات نقدية قوية، والتي تضمن لهما الحماية خلال الأوقات الصعبة وتمكنهما من الاستمرار في دفع الأرباح.

تظل إمكانات النمو طويلة الأجل لكلا الشركتين واعدة، فهي مدفوعة بالابتكارات في عروض القوائم وتنسيقات المتاجر والمبادرات الرقمية. لذلك، فإن الاستثمار في ماكدونالدز وستاربكس يمثل استراتيجية قابلة للتطبيق للمستثمرين الذين يسعون إلى الاستقرار والنمو حتى أثناء ظروف السوق الهابطة.

وتتيح شركة أكسيا للمستثمرين فرصة مميزة للاستثمار في أسهم أشهر الشركات العالمية، مع تقديم كافة الأدوات الفنية وخدمات الدعم الفني من خلال منصة واحدة. ما يميز أكسيا هو أنها وسيط تداول حاصل على كافة التراخيص القانونية ومعتمد عالميًا لتقديم الخدمات المالية، بحيث تضمن توفير الأمان والحماية الكاملة لأموال المستثمرين لديها.